الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
80144 مشاهدة
التوقي من السحر

يقول:
وحلـه بالوحـي نصـا يشـرع
أمـا بسحــر مثلـه فيمنــع
المراد هنا:
أولا: التوقي من السحر؛ إذا خاف الإنسان أن يعمل فيه السحرة فإن عليه أن يتعوذ بالله، وأن يتحصن به. هناك أدعية وأدوية تبطل عمل السحر، أو تمنع الساحر من أن يؤثر في المسحور؛ ورد في الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من تصبح بسبع تمرات عجوة - وفي رواية- من تمر العالية لم يضره ذلك اليوم سَم ولا سحر هذا، ذكر كثير من العلماء أنه مجرب سبع تمرات عجوة أو من تمر العالية كذلك قال: - النبي صلى الله عليه وسلم - من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق؛ لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك في رواية: أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق، ومن شر شيطان وهامة، ومن شر عين لامة، ومن شر مخلوقات الله كلها عامة فيكون هذا حصنا بإذن الله.
كذلك أيضا متى تحصن الإنسان بالأدعية، وبأذكار الصباح والمساء لم تقدر عليه الشياطين، ولم يستطع السحرة أن يؤثروا فيه، وهكذا أيضا قراءة القرآن، ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في سورة البقرة: إن الشيطان يهرب من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة وما ورد في وصف سورة البقرة قوله: ولا تستطيعها البطلة ( البطلة ): يعني السحرة لا يستطيعون أن يؤثروا فيمن يقرأها؛ وذلك لأن فيها هذه الآية: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ وكذلك فيها آية الكرسي، وفيها الآيتان الأخيرتان، قال: -صلى الله عليه وسلم- من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة كفتاه أي: حفظه الله -تعالى- بهما، وهكذا أيضا كثير من الآيات يكون فيها بإذن الله حماية، وحفظ من كيد هؤلاء السحرة .
ذكر ابن القيم في بعض كتبه عن بعض السلف قال: أنا ضامن لمن قرأ في ليلة عشرين هذه الآية ألا يضره شيء حتى يصبح: آية الكرسي وثلاث آيات من سورة الأعراف إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وعشرا من أول سورة الصافات، وثلاثا من سورة الرحمن: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ وخاتمة سورة الحشر: لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ .
وكذلك أيضا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعوذ الحسن والحسين يقول: أعيذكما من الجان ومن شر عين الإنسان ثم لما نزلت المعوذتان أخذ بهما، وقال: ما تعوذ متعوذ بمثلهما يعني من داوم على قراءة المعوذتين صباحا ومساء، وكذلك على ما تيسر من الآيات، وكذلك على ما تيسر من الأوراد والأدعية فإن الله -تعالى- يحفظه عن هذا العمل الشيطاني.